أهم ما ينبغي معرفته حول سكر الحمل

سكري الحمل هو نوع من أنواع مرض السكري يُشخص خلال فترة الحمل لدى النساء اللواتي لم يكن لديهن مرض السكري من قبل. وفقًا لتقديرات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، يمكن أن يصاب حوالي 9.2٪ من النساء الحوامل بسكري الحمل يحدث هذا عادةً في الفترة من الشهر السادس حتى الشهر التاسع من الحمل، حيث تتغير الهرمونات نتيجة لاحتياجات نمو الجنين مما يزيد من حاجة المرأة الحامل للأنسولين بشكل ملحوظ. في حالة عدم قدرة الجسم على إنتاج هذه الكمية الزائدة من الأنسولين، يظل السكر في الدم مرتفعًا بسبب الطعام الذي تتناوله، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر. بالعادة يقوم الأطباء عادةً بفحصه بين الأسبوعين 24 و28 من فترة الحمل. في حالة عدم التحكم الجيد في سكري الحمل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات خطيرة لكل من الأم والجنين. علاجه يشمل اتباع نمط غذائي صحي والتزامًا بنظام تمارين مناسب، وقد يتطلب الحامل تناول الأنسولين لتحقيق التحكم اللازم.

تعاني بعض النساء من سكري الحمل بسبب عدم قدرة أجسادهن على إنتاج هرمون الأنسولين بشكل كافٍ لتلبية احتياجات فترة الحمل. الأنسولين يعمل كمفتاح يسمح للخلايا بامتصاص الجلوكوز لتوليد الطاقة وضمان فعالية عمل الجسم. خلال فترة الحمل، يتغير الجسم بشكل كبير، بما في ذلك زيادة الوزن، مما يقلل من كفاءة استجابة الخلايا للأنسولين، ويؤدي إلى ظاهرة تسمى "مقاومة الأنسولين"، حيث تحتاج الخلايا إلى كميات أكبر من الأنسولين للسماح بدخول الجلوكوز.

ومن المعروف أن خطر الإصابة بسكري الحمل يزيد بالعوامل التالية:

• إصابتك سابقًا بسكري الحمل في حمل سابق

• وجود أحد أفراد الأسرة المقربين مصابًا بداء السكري من النوع 2 أو مصابًا بسكري الحمل

• الإصابة السابقة بداء ما قبل السكري

• الإصابة بالسمنة قبل الحمل

• إنجاب طفل كبير يزن 4.1 كجم (9 أرطال) أو أكثر

• الإصابة السابقة بارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات الكولسترول، أمراض القلب، أو حالات أخرى مرتبطة بمقاومة الأنسولين مثل تكيس المبايض.

• التقدم بالعمر

غالبًا ما لا تكون أعراض سكري الحمل واضحة، ولذلك يُجرى فحص سكري الحمل خلال المراجعات الروتينية في عيادة الطبيب خلال النصف الثاني من فترة الحمل، حتى وإن لم تظهر الأعراض.

• رؤية مشوشة

• إعياء

• كثرة التبول

• زيادة العطش

• غثيان

• · التهابات المهبل والمثانة و / أو الجلد

إذا كنتِ تشعرين بأي من هذه الأعراض، أو حتى بدون ظهور أي أعراض، يُفضل إجراء الفحص المنتظم للتأكد من سلامة الحمل والتحقق من وجود سكري الحمل.

قد يؤدي سكر الحمل الغير متحكم به الى مضاعفات خطيرة على الام وعلى الجنين تصل الى وفاة الجنين. فهو أمر خطير ويجب أن يؤخذ على محمل الجد.

• نمو حجم الطفل بشكل أكبر من المعتاد، وهذا بالتالي قد يُسبّب بعض الصعوبات أثناء الولادة، وتزيد احتمالية لجوء الطبيب إلى الولادة القيصريّة.

• الولادة المبكرة، يمكن أن يتسبب السكري الحملي في ولادة الطفل قبل موعده المقرر.

• صعوبات خطيرة في التنفس، قد يُصاب الأطفال الرضّع الذين يُولدون مبكرًا بمتلازمة ضيق التنفس، وهي حالة مَرَضية تجعل التنفس صعبًا.

• قد يعاني طفلك من انخفاض نسبة السكر في الدم أو اصفرار الجلد والعينين (اليرقان) بعد ولادته، الأمر الذي قد يتطلب حصوله على العلاج في المستشفى.

• فقدان الجنين قد يتسبَّب عدم معالجة السكري الحملي في وفاة الرضيع، سواء قبل الولادة أو بعدها.

• الإصابة بالسُمنة وداء السكري من النوع الثاني في مراحل لاحقة من الحياة، يصبح الأطفال الرضّع عرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بالسِّمنة وداء السكري من النوع الثاني في مراحل لاحقة من الحياة.

• إصابة الطفل بتشوهات خلقية.

• ارتفاع ضغط الدم ومقدمات تسمم الحمل. يُزيد السكري الحمل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وكذلك مقدمات تسمم الحمل، وهي مضاعفات خطيرة للحمل تسبب ارتفاع ضغط الدم وأعراضًا أخرى يمكن أن تهدد حياة الأم والجنين.

• الولادة من خلال عملية جراحية، من المرجح بالنسبة لكِ الخضوع لعملية قيصرية إن كنتِ مصابة بسكري الحمل.

• تعني الإصابة بسكري الحمل أيضًا أنّك في خطر متزايد للإصابة بداء السكري من النوع الثاني مستقبلًا.

مضاعفات سكري الحمل ممكن أن يتم منعها والتحكم بها عن طريق إبقاء سكر الدم في النطاق الصحي حسب توصيات الطبيب.

التحكم في نسبة السكر في الدم هو المفتاح لمنع مضاعفات سكري الحمل. ويكون ذلك من خلال أتباع نظام غذائي صحي وممارسة تمارين رياضية معتدلة بانتظام. ستساعد هذه الخطة في إدارة نسبة السكر في الدم وتوفير تغذية جيدة لك ولطفلك.

فإن لم يساعد النظام الغذائي والتمارين الرياضية في الحفاظ على نسبة السكر في الدم في النطاق المستهدف، قد تحتاجين إلى دواء السكري أو الأنسولين.

من المهم جدًا ممارسة التمارين الرياضية أثناء الحمل. فإن استطعت، استهدفي 30 دقيقة من النشاط البدني متوسط الشدة بشكل يومي.

يعتقد الكثير من الناس أن التمارين الشاقة أثناء الحمل تضر بالطفل، لكن الأدلة الحديثة تشير إلى أن هذا الامر غير صحيح. ومع ذلك، نظرًا لوجود المزيد من الدم في أجسام النساء الحوامل، يمكن أن تؤدي التمارين الشاقة إلى زيادة الضغط على قلبك. لذا من الأفضل أن تكون التمارين متوسطة الشدة.

اتبعي نظامًا غذائيًا متوازن ويلبي احتياجات جسدك من السعرات الحرارية، فلا يوجد نظام غذائي خاص لمرض سكري الحمل، فقط طبقي المبادئ العامة للأكل الصحي. من المهم تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة، لأنها تحتوي على سعرات حرارية عالية، وقيمتها الغذائية منخفضة، وتتناولين الكثير من الخضار والأطعمة الطازجة.

يمكنك تعديل النظام الغذائي الذي تتبعينه للمساعدة في الحفاظ على مستوى السكر في الدم في المعدل الطبيعي. ومن الأفضل أن تلتقي بأخصائي تغذية لوضع خطة طعام مخصصة لمساعدتك على إدارة نسبة السكر في الدم.

تجنُّب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر. خلال النصف الثاني من الحمل، تجنبي الحلويات والبسكويت والمشروبات الغازية وعصير الفاكهة. وكلي الفاكهة بدلًا من ذلك، ولكن نظرًا لأن الفاكهة تحتوي على نسبة عالية من السكر الطبيعي، يجب أن تقتصر على حصة واحدة صغيرة في كل مرة.

تجنب الوجبات السريعة.

اتباع نمط غذائي متوازن يغطي احتياج الجسد من البروتين، الدهون، الكربوهيدرات، والالياف

تناول الكمية المناسبة لك من الكربوهيدرات. توجد الكربوهيدرات في الخبز والحبوب والأرز والمعكرونة، والبطاطس، والفواكه وغيرهم. هذه الأطعمة الكربوهيدراتية تتحلل إلى جلوكوزأثناء الهضم. وهي مهمة لأنها تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لك ولطفلك الذي ينمو. لكن لا تفرطي في تناولها.

تناول وجبات صغيرة ومتكررة. إن تقليل حجم حصص الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات في جلسة واحدة يعني أنك بحاجة إلى تناول المزيد من الطعام لتلبية احتياجاتك من الغذاء أثناء الحمل. يمكن أن يساعدك تناول ثلاث أو أربع وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية على تحقيق أهداف نظامك الغذائي أثناء الحمل دون زيادة نسبة السكر في الدم.

الطريقة الوحيدة لمعرفة أنه يتم التحكم في سكري الحمل وعلاجه بشكل صحيح هي فحص نسبة السكر في الدم بشكل متكرر. سيتم إرشادك بشأن استخدام جهاز مراقبة نسبة السكر في الدم في المنزل. حيث يجب عليك فحص نسبة السكر في الدم أربع مرات على الأقل يوميًا، أو حسب توجيهات الطبيب. افحصي نسبة السكر في الدم في الصباح، قبل تناول أي شيء أو شربه. ثم تحققي أيضًا من نسبة السكر في الدم بعد ساعة واحدة من البدء في تناول ثلاث وجبات رئيسية: الإفطار والغداء والعشاء. واستشيري طبيبك لمعرفة مستويات السكر في الدم المستهدفة.

من المفترض أن يعود سكر الدم الى مستوياته الطبيعية بعد الولادة واستقرار الهرمونات، ولكن نسبة كبيرة من النساء قد يصابوا بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل. الالتزام بنمط حياة صحي يساعد على وقايتك من مرض السكري النوع الثاني في المستقبل.

التوصيات العامة للنساء المصابات بسكري الحمل لفحص مرض السكري من النوع 2 بعد شهرين من الولادة وبعد ذلك بانتظام سنويًا.

من الضروري إبقاء طبيبك على اطلاع بأعراض مرض السكري لديك وأي تغيرات في نسبة السكر في الدم أثناء الحمل. من المهم أيضًا استشارته في رحلة ما قبل الحمل إذا كنتِ مصابة بداء السكري من قبل.

قومي بزيارة طبيبك للحصول على استشارة ما قبل الحمل. يمكن أن يساعد ذلك في ضمان السيطرة على مرض السكري لديك بشكل جيد بما يكفي للسماح لجسمك بمواصلة الحمل بأقل قدر ممكن من المخاطر لك ولطفلك.